رؤية
للسلام بين
الاديان
بين
اسرائيل
وفلسطين
مقدمة
:
تجدر
الاشارة هنا
ان الهدف من
رؤية السلام
هذه ليس هو ان
تطبق بندا
فبند ، بل يجب
ان تكون باعثا
ومحفذة
لتقديم حلا
ممكنا للصراع
وعرض تقيما
جديدا للوضع
الراهن – حيث
يجب ان تستأنف
وتتدفق افكار
ومشاعر البشر
من الجانبين ،
وذلك اذا اريد
التغلب على
الوضع
المتأزم .
وعندها
يمكن التوصل
الى حل يرضى
جميع الاطراف
المعنية .
لقد ادى
تاسيس دولة يهودية
فى قلب دولة
اسلامية ، اى
دولة فلسطين ،
الى حدوث صراع
برغم كل
الجهود
المبذولة
لايجاد حل ،
لذلك الصراع والذى
يوشك ان يكون فى
الوقت الراهن
، صراعا جديدا
بين الشرق
والغرب .
©“Pictorial Library of
Bible Lands”, vol. 3, www.bibleplaces.com
الاماكن المقدسة فى القدس
بين معبد
الهيكل / الحرم الشريف
وكنيسة المهد
وبعد
عقود من
الاهتمام
المركز
بالاديان
السائدة فى
الشرق الاوسط
، فانا
ارى عدم جدوى
المحاولات
السياسية
البحتة فى
ايجاد حل
للصراع ، وذلك
بان ذلك
الصراع فى لبه
، هو صراع غير
سياسى ، بل هو
صراع يتعلق
بالهويات ، اى
انه صراع دينى
اكثر منه
سياسى ، اى
صراع بين
الاخوة ابناء
النبى ابراهيم
، الذى ينتمى
اليه ليس
اليهود فحسب ،
بل المسلمين
والمسيحيين
ايضا
وهذا
الصراع بين
الاخوة يتجلى
بكل وضوح حول
الصراع بشان
معبد القدس ،
والذى يبدو ان
يكون
القلب الرمزى
لكل الصراع فى
منطقة الشرق
الاوسط .
وبما ان
قطعة الارض
الصغيرة هذه ذات ارتباط
وثيق بهويات
الملايين من
البشر ، فان
المادة
المتفجرة
التى تحتويها
، تكاد تعتبر
مادة ليست لها
نفاذ .
فانا
ارى ، انه
لطالما لم يحل
الصراع
القائم ، فانه
لن ينعم الشرق
الاوسط
برمته،
بالهدوء.
وانطلاقا
من وجهات
النظر هذه فقد
نشأ لدى تصور
معين لحل
الصراع اخذا
فى الاعتبار
قيمة معبد
القدس
بالنسبة لهويات
كلا من
المسلمين
والمسيحيين
على حد سواء:
معبد
ابراهيمى
مقدس ومتكامل
، مشتملا على
معبد جديد
لليهود .
وفى
حالة اعتراض
بعض اليهود
بقولهم :
اننا
لسنا بحاجة
الى معبد جديد
، او اننا
لانريد معبد
اخر ، فسارد
عليهم بالاتى:
ان
الذين يرغبون
فى المعبد
الجديد ليسوا
هم اليهود ،
بل هم
المسلمون:
فمنذ
عودة اليهود
مرة اخرى الى
وطنهم الانجيلى
، فان
المسلمين
يشعرون
بالخوف على
مقدساتهم
هنالك .
فهم
يدركون ان
اماكنهم
المقدسة
الكائنة فى ساحة
المعبد
القديم ، قد
تسقط
فى يوم من
الايام ضحية
للمعبد ،
وذللك الامر
يجعلهم
يتوجسون خيفة
.
وهذا
الخوف لايمكن
ان يبدده الا
معبد يهودى جديد
وحقيقى .
كما
توضح صورتى
للحل ، طريقا
لتحقيق حلم
اليهود فى
بناء معبدهم
الجديد ،
وذللك دون ان
يؤخذ اى شئ من
المسلمين .
وبهذه
الطريقة سوف
تبدو كلا من
الاديان الابراهيمية
الثلاثة
منتصرة فى
النزاع .
كما
سيتنفس
العالم
الصعداء ، فكل
ما لم تحققه قوات
مكافحة
الارهاب ،
سيمكن تحقيقه
بهذه الطريقة
: مما سيؤدى
الى ان يسود
الهدوء
والسلام .
كيف
يمكن تحقيق
ذلك ؟
واول
تلك الشروط ،
تتمثل فى ان
يدرك اليهود
كيفية الوفاء
بدورهم فى هذا
الصراع فى
كونهم شعب
الله المختار
والذى يتحتم
عليه ان يؤثر
تاثيرا
معالجا فى مثل
هذه الاوضاع.
ومن ثم
سيدرك اليهود
من خلال
دورهم المعالج
، ان المسلمين
يسعون بجد
لتحقيق هدف حياة
ابيهم
ابراهيم
الاصل
والمتمثل فى
تحقيق السلام
بواسطة
الاستسلام
الى الله .
وعليه
سيدرك اليهود
ان المسلمين
فى حقيقة
الامر هم اخوة
لهم .
وذلك
ينطبق ايضا
على
المسيحيين
الذين يبذلون
قصارى جهدهم
باتباع دعوة
الرب ، وبذلك
فانهم ايضا
اخوة لليهود .
وسوف
ينشأ
عند اليهود
من خلال وجهات
النظر
الثاقبة هذه ،
واجب جديد
متمثلا فى
كونهم عنصرا
فعالا وحلقة
وصل
بين ابناء
النبى
ابراهيم .
وذلك
سوف يؤدى الى
تغير جذرى
بشأن رؤيتهم
للمعبد
الجديد :
وذلك
بانهم فى
حينها سيتبؤن
دور الوسيط
بين ابناء
النبى
ابراهيم ،
وسوف لن
ينظرون الى ضرورة
ان يكون
معبدهم
الجديد
فى مكانه
السابق ، ولكن
بصفتهم جسرا
بين مقدسات المسلمين
الموجودة فى
معبد الهيكل ،
وبين المقدسات
القديمة
للمسيحيين
والموجودة فى
كنيسة المهد .
وعندما
يدرك اليهود
ان المسلمين
هم اخوتهم الحقيقيين
، فعندها
يمكنهم ان
يتنازلوا عن
معبد الهيكل
برمته
للمسلمين –
ومن ثم ستكون
تلك اشارة امل
الى العالم
باسره .
كما انه
من الممكن ان
يكون لهذه
اللفتة
البارعة من قبل
اليهود ، عميق
الاثر فى نفوس
المسلمين
والذين
سيقومون
بمراجعة
علاقتهم مع
اليهود والتفكير
حول قوانين
الشريعة
القديمة والمتعلقة
باتباع
الديانات
الاخرى فى
ديار المسلمين
.
كما
سيجد
المسلمون
ضالتهم فى
القران (سورة5،
الاية 49 ) والتى
تنص ان الله
تحدث فيها عن (
التنافس حول
مكارم
الاخلاق ) بين
اتباع الديانات
الابراهيمية
الثلاثة .
ومن ثم
يكون لزاما
على المسلمين
الترحيب بالتعددية
المتعلقة
بالاديان
الابراهيمية
الثلاثة –
لاسيما وحتى
داخل نطاق
المناطق
الاسلامية
التقليدية ،
وهذا من شانه
ان يفتح
افقا جديدا
من نوعه :
وسيكون
وقتها من
الممكن ، من
وجهة نظر الشريعة ايضا ،
تحقيق سلام
دائما مع دولة
اسرائيل
وفى ظل
هذا الجو من
التنافس على
مكارم الاخلاق
، ستتبلور عند
المسلمين
فكرة مؤداها
ترك المكان
الاصلى لمعبد
الهيكل
لليهود ، وذلك
عندما يقرروا
نقل قبة
الصخرة الى
الجنوب من
المسجد
الاقصى
واعادة
بنائها فى ذات
المستوى- ويعد
هذا الامر
اليوم من
الناحية
التقنية امرا
ممكنا.
وسيكون
دور اليهود فى
هذا
السيناريو
متمثلا فى
المحافظة على
كل الاماكن
المقدسة
واحترامها ،
لاسيما تلك
الاماكن الواردة
فى القصص
والتى تعتبر
ذات اهمية
بالنسبة
لرحلة
الاسراء
والمعراج
للنبى محمد .
وفى
حالة عدم بناء
المعبد فى
مكانه
القديم، سيكون
على المسلمين
الوفاء
بالواجبات
الجديدة:
المساعدة
فى اعادة بناء
الهيكل
للقيام بمهامه
الرئيسية: اى
ان يكون موطنا
للاله (
شيشينه).
وطبقا (
للهالاجا) يجب
اتصال المعبد
القديم بالجديد.
يتجلى
ذلك فى ابراز
الوظيفة
الاساسية
للمعبد
والمتمثلة فى
كونه موطنا
للاله ، مما
يستدعى ضرورة
ارتباط
المعبد
الجديد
بالمعبد
القديم .
وعليه
يجب حفر حجر
الاساس الضخم
والذى يحتل موقعا
محددا تحت قدس
الاقداس فى
المعبد ،
ووضعه فى
مكانه الجديد
بكل دقة.
وبذلك
سيدرك العالم
بان الموقع
الجديد للمعبد
قد تحدد حتما
وان مقدسات
المسلمين
ستكون فى مأمن
فى المستقبل .
وعندما
يقرر اليهود
القيام
بدورهم
كمعالجين ،
تكون بذلك قد
حدثت نقطة
تحول جذرية ،
من شأنها ان
تتيح فرصة
لاتباع الديانات
الابراهيمية
الثلاثة
للاحتفال الكبير
بالسلام .
وبما ان
المعبد سيكون
جسرا بين
ابناء النبى ابراهيم
، سيكون
السلام سلفا
فى متناول
اليد.
كما
سيكون تأسيس
المعبد
بمثابة صرح
مقدس ضخم للاديان
الابراهيمية
باجمعها ، ومن
ثم التاكيد
على الوحدة
الروحية للاديان
الثلاثة ،
وفى نفس الوقت
اظهار روعة
تنوعها
واختلافها.
ولكن
ماذا عن
المجموعات
الاخرى من
اتباع هذه الديانات
الثلاثة ،
والذين
لايتصفون
بالتدين ؟
كما
لايخفى على
احد مدى خطورة
الهويات التى
تعرف بالدين،
اذا كان ذلك
فى وقتنا
الراهن او فى
اى وقت مضى ،
اذا رأت تلك
الهويات
نفسها ، هى
الوحيدة
الصالحة.
ولكن
وبرغم ذلك ،
فان النبى
ابراهيم ،
الاب الاصل
لتلك
المجموعات
الثقافية
الثلاثة ، يمكنه
القضاء على
تلك الخطورة .
فكما هو
معروف عنه ،
انه ترك اسرته
ووطنه وتقاليد
قومه بالكامل
، خلف ظهره ،
معتمدا على
نفسه ، فى
ظروف غريبة
عليه بالكامل
ووطن غريب
عليه ، باحثا
من جديد عن
حقيقة الحياة
.
وهذا
الشك المشابه
وعدم الثقة فى
القيادة الباطنية
مثل الذى كان
عند النبى
ابراهيم ، يلقى
بظلاله اليوم
على اتباع
الثقافات
الثلاثة الغير
متدينين .
فانهم
ايضا لايثقون
ايضا فى
تقاليدهم ،
لانهم يعانون
من المشاكل
المترتبة
عليها، وهذا يدفعهم
للبحث عن
الحقيقة
بانفسهم ، ومن
ثم فانهم
صادقون فى
بحثهم هذا
والذى يتماشى
مع الاب الاصل
للتقاليد
الثلاثة ، ومن
الطبيعى ان المجموعات
الغير متدينة
انها لا تتصف
بالقدسية ،
كما انه من
المحتمل قيام
العديد منهم
بتكوين هويات
خطرة ايضا .
وبرغم
ذلك فانهم
يلعبون دورا
مهما فى حل
الصراع ، حيث
اهم يوضحون
ضرورة
ان يكون هذا الصرح
المقدس
الجديد مكانا
للوعى وليس
فقط مكانا
لاستنساخ
التقاليد .
كما ان
ذلك الصرح
الابراهيمى
المقدس سيصبح
حقيقة مكانا
للوعى لانه
يجمع بين كل
من التقاليد
اليهودية
والمسيحية
والاسلامية
برغم اختلافاتها
المتنوعة ،
كما انه يشمل
ايضا هؤلاء
الذين
لاينتمون
لتلك
التقاليد
والذين يبحثون
عن الحقيقة
بانفسهم .
وعليه
سيصبح هذا
الصرح المقدس
مكانا لالتقاء
البشرية مع
بعضهم البعض
ومن ثم سيؤدى
الى خلاص
حقيقى .
وبمعنى
اخر ، فانه
سوف يهئ البشر
الذين ياتون
اليه ، وكانه
طبيب ماهر يهئ
مرضاه ، اى
انه يعينهم الى
التماثل الى
ىالشفاء .
وحتى
الان فان كل
واحد من الطرق
الابراهيمية على
خطر ليشق
طريقه بنفسه ،
كما ان اتباعه
ايضا على خطر
، يتمثل فى
الوقوع فى
براثن الآلام والكبرياء
وتحميل
الاخطاء فقط
لاتباع
الديانات
الاخرى .
ولكن ،
وفى هذا
المكان
بالذات والذى
سيكون ملتقى
لكل هذه الطرق
، اى فى هذا
المكان الذى
سينشأ فيه صرح
ابراهيمى
مقدس وشاملا
لكل الاديان ،
سوف يرى الكل
اصلهم
المشترك ، ومن
ثم امكانية
العيش فى سلام
مع الجميع .
قوتفريد
هوتر ، مؤرخ
وعالم دينى
ميونيخ
للمزيد
من المعلومات
، يرجى
الاطلاع على :
Gottfried Hutter, Theologian, Historian, Munich,
Germany, gottfried.hutter@gmx.de,
Tel. +49-89-44718971